نامي قليلًا يا ابنتي نامي قليلًا
الطائراتُ تعضُّني وتعضُّ ما في القلب من عَسَلٍ
فنامي في طريق النحل نامي
قبل أن أصحو قتيلًا
نامي قليلًا
كُنَّا نحبُّك يا ابنتي
كنا نَعُدُّ على أصابع كفِّك اليُسرى مسيرتَنا ونُنْقِصُها رحيلًا
نامي قليلًا
الطائراتُ تطيرُ والأشجارُ تسقط والمباني تخبز السُكَّانَ
فاختبئي بأُغنيتي الأخيرةِ أو بطلقتيَ الأخيرةِ
وتوسّديني كنتُ فحمًا أَم نخيلًا
بيروت لا
ظهري أمام البحر أسوارٌ ولا
قد أَخسرُ الدنيا نَعمْ
قد أَخسرُ الكلماتِ
لكني أَقول الآن لا
هي آخر الطلقاتِ لا
هي ما تبقَّى من هواء الأرضِ لا
هي ما تبقَّى من نشيجِ الروحِ لا
بيروت لا
الله أَكبرْ هذه آياتنا فاقرأ
باسم الفدائيَّ الذي خَلَقَ مِن جزمة افق
باسم الفدائيَّ الذي يَرحَلْ من وقتِهم لندائِهِ الأوِّلْ
الأوَّلِ الأوَّلْ سَنُدمِّرُ الهيكلْ
باسم الفدائيِّ الذي يبدأْ اقرأْ
وحدي
أراود نفسيَ الثكلى فتأبي أن تساعدني على نفسي
ووحدي كنتُ وحدي عندما قاومت وحدي وحدةَ الروحِ الأخيرهْ